الدحل : نقب تفتحه السيول على مدى الأيام ببطن الأرض ، ويكبر حتى يصير جبا ، يصبح موردا . ومن العادة ألا يرد
هذا المورد الا الشجاع ، لأنه قد يصبح مأوى للسباع وغيرها ، وكان يوجد بالصمان بنجد خمسة دحول ماؤها عذب براد
وقد حكي أن أعرابيا صالحا سلك طريقه الى دحل وأخطأ بابه وتاه في داخله ، والداخل لايدرك فيه ليلا أو نهارا لأنه ظلام
دامس . حاول أخوه البحث عنه دون جدوى حتى يئس ، ومرت أربعون يوما كانت كافية لجعله في عداد الذين ماتوا وانتهو
ولشدة مافوجئوا اذ يرونه ذات يوم قادما عليهم وكأنه خارج من قبره ، وسألوا : كيف خرجت ؟؟ قال : سمعت صوت أقدام
فتبعتها حتى ظهر النور ، واذا الأقدام لثعلب ، وتابعت السير حتى خرجت ، لكنني ماكان لي قدرة على الابصار . ومن
حسن حظي وجدتني على مقربة من مضارب بدو عالجوني ، حتى رد الله الي بصري ، أما طعامي فكنت أرى في
منامي ناقتي تأتيني واطعم من لبنها وهي واقفة عند رأسي ، وقد جعلتها في سبيل الله لمن أراد أن يحج عليها