ذكريات حلة القصمان/ شاهد من التاريخ (( ولد بالذارع دولي يا عذيلي))
في بداية الثمانينات الهجرية الستينات الميلادية بدأت أمانة
الرياض بشق الشوارع وتمهيدها , وكان احد هذه الشوارع الذي يخترق حلة القصمان من البطحاء غربا إلى طريق الخرج (دوار الخرج) وكان اسمه شارع الإمام فيصل بن تركي .
وكان عبارة عن تكوينات صخريه متتالية وأشبه بالعقبات
كانت أسرتي تسكن على جانب الطريق , وبطبيعة الحال بعد تسوية الطريق أصبحت احد المباني حينها أشبه بالمعلقة .
على أي حال كان الدحمي وهو طفل في الرابعة من عمرة ذو نشاط مفرط نوعا ما حيث مشى وهو ذو تسعة أشهر له أخ اكبر منه اسمه حمد و كان يكبره بثلاث سنوات ويكثر من الخروج لرؤيته هذه الآلات العجيبة التي تفتت الجبال وتزيل الأحجار فكان مثل خوانه يشبع فضوله بالفرجة على هذه الآلات والمعدات .
أثناء غيابه عن المنزل تصرخ أمه جبهانه وتقول أمام نساء الحي أثناء تناول الشاي وكراث الضحى ( وليدي بالشارع ياعزيلي ) وترددها مرات عديدة والقصد من هذه العبارة هو انني أعاني من ذهاب ابني بعيدا عن المنزل وأخاف عليه من هذه الآلات والمعدات ان تصيبه بأذى .
الدحمي أعجبته الحركة المسرحية من أمه جبهانه أمام النساء فأخذ يعدو مسرعا أمام باب الدار الى مكان تجمع النساء شاي الضحى ويقول عبارات لايفهمها إلا أمه حيث يقول لها بصوت كله مكر طفولي ورغبة في رؤية الأداء المسرحي الذي تؤديه أمه جبهانه
( ولت بالذالع دولي ياعذيلي ) .. اي : ولدك بالشارع قولي ياعزيلي .. هنا كان يستمتع الدحمي كثيرا بأداء أمه على الأقل من نظره هو
.. الآن الدحمي في بحر الأربعينات ومازال يجد طعم هذه الذكريات فيسطرها لكم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آمل ان تحوز على اعجابكم