ابن يضرب أمه العجوز ضرباً مبرحاً
خبر كالصاعقة هزَّ نفسي وأخذ بزمامها ليقف بها على شفا حفرة الانهيار الأسري في المجتمع المسلم
الخلاصة : أن إحدى الأسر من إحدى مناطق المملكة حضرت إلى المنطقة الشرقية وقاموا بالتسوق في مجمع الراشد وحدث في السوق نقاش حاد وحوار بين الأم والابن واشتد الخلاف بينهما وفجأة إذا بالابن يقوم بتسديد ضربة لوجه أمه وتسقط أمام ذهول الناس مما حصل ، ثم يواصل الابن ضرب أمه ورفسها برجليه وهي ممتدة وبشكل مستمر حتى ظهر للناس شعر رأس الأم وهو أبيض خالص مما يدل على كبر سنها .
وفجأة قام أحد الحاضرين بضرب مفاجئ لرأس الابن مما أدى إلى سقوطه وعلى الفور حضر رجال الهيئة والأمن وأثناء القبض على الابن إذا بالأم تستغيث برجال الهيئة والأمن أن يتركوا أبنها ، انتهى الخبر ولا تعليق إلا الدعاء بصلاح أحوالنا والهداية . انتهت رسالة صاحبنا .
……………………………
يقول أبو لـُجين :
لا شك أنها حادثة مؤلمة تبين لك ما وصل إليه كثير من شبابنا وللأسف الشديد إلى هذا الحد من العقوق ، وعلى هذا الابن أن يعلم أنه كما تُدين تُدان فبمثل معاملتك السيئة هذه لأمك سيفعل بك بنوك هذا الفعل ، نعم لقد انقلبت الموازين واختلت المعايير عند حال بعض شبابنا مع والديهم يحدث عندهم تأفف وتضجر وإظهار للسخط وعدم الرضا فكيف بمن تمتدد يده الآثمة إلى وجهه أمه أو أن يركلها برجليه .
أنه البعد عن منهج الله عز وجل في طاعة الوالدين ، وأنها والله قسوة في القلوب
كتب عبد الملك القاسم في كتابه الثمين ففيهما فجاهد يقول :
مسكينة هذه المخلوقة التي تسمى ( أماً ) كما تقاسي من عنت وشدة في سبيل ولدها ، منذ استقراره نطفة في رحمها حتى انتهاء لبثها في الدنيا ؟ تحمله في بطنها فيزداد نموه مع الأيام ، ويزداد ثقله ، وتقاسي من مرارة الوحام والقيئ والحب والكره مالا يوصف ، ثم يبدأ في الحركة فيجول في بطنها ليلاً ونهاراً ، يتجمع في ناحية منه فيضغط عليها كأنما يحاول تمزيق أحشائها ، ثم يتحول إلى ناحية أخرى فيفعل بها كما فعل بالأولى ، وهكذا لا يدعها تستريح لحظة ، فإذا هدأ عن الحركة قلقت عليه ، فأسرعت إلى القابلة تشكو أمرها فإذا اطمأنت على سلامته فرحت واستبشرت ، ثم ينبت شعره فتقاسي منه مالا يستطيع أحد وصفه ، وينمو جسمه على حساب جسمها ، ويدفع بطنها إلى التوسع ، فتقاسي من ألم توسعه أكثر مما يقاسي أحدنا لو مط جلدة بطنه ، ولا يدع الجنين أمه تهنأ في طعام أو تهدأ في نوم ، وهو جزء عالق بها ، ولكنه جزء مزعج مضن فهو منها كالرأس المصدوع ، واليد المحمومة ، والعين الرمدة ، تؤلم في الحركة والسكون ، والنوم واليقظة ، والمشي والجلوس إلا أن ألمها يخف تدريجياً وألم الجنين يزيد تدريجياً .
لو أن شاباً قويّاً حمل ( كيلو جراماً ) في يده اليمنى وسار به فهل يستطيع المضي في السير والكيلو في يمناه من غير أن ينقله إلى يسراه ؟ الجواب طبعاً : لا !
وهذا مثال واقعي محسوس فما بلك بهذه المرأة التي تحمل في بطنها عدة كيلوات لا تنقلها من طرف إلى طرف ، ولا من كتف إلى كتف ، أليست تقاسي في هذا الشأن ما لا يقاسيه أقوى الرجال ، وهي الواهية الواهنة الضعيفة ؟ فإذا حل بها الشهر التاسع ، وأزفت ساعة خروجه من الدنيا ، حلت الطامة فلا هو براغب في البقاء في الأحشاء ، ولا هو براغب في الخروج إلى دار الفناء ، وهنا الشدة التي لا تُطاق ، والمأزق الذي لا يسهل ، والعقبة التي لا تُذلل ، ثم لا يخرج في أكثر الأحيان إلا قسراً وإرغاماً ، فيمزق اللحم أو يبقر البطن أو تسلط عليه آلة الضغط ، والطبيب يقطع لحم أمه ، والقابلة تجهد في سحبه ، ثم يتسابق وروحها في الخروج ، وكثيراً ما تسبق الروح فتموت الأم ويحي هو ، وإذا كان لها فسحة في الأجل أفاقت بعد هذه المعركة اللاهبة ، حتى إذا ما رأته إلى جانبها تبسمت وقالت له ( تقبرني ) . أ .. هـ
يا الله ما هذا الحنان ؟ وما هذا الإيثار ؟
تقاسي منه ما تقاسي ؟ ثم تتمنى أن تموت في حال حياته ، وأن يقبرها بيديه ؟
قال الله تعالى :
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(14)وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) لقمان
وقال تعالى :
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا(23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(24) الإسراء
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال : أمّك
قال : ثم من ؟ قال أمّك
قال : ثم من ؟ قال أمّك
قال : ثم من ؟ قال أبوك
وفي صحيح مسلم ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( رغم أنفُ ، ثُمّ رغم أنفُ ، ثُمّ رغم أنفُ )
قيل من يا رسول الله ؟
قال : ( من أدرك أبويه عند الكبر ، أحدهما أو كليهما ، ثمّ لم يدخُل الجنة ) .
والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً
أخي الحبيب : هذه وصاية من الله إليك من فوق سبع سماوات ، من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. هاهما بجوارك .. قد بدأ المشيب إليهما واحدودب منهما الظهر وارتعشت الأطراف .. لا يقومان إلا بصعوبة ولا يجلسان إلا بمشقة أنهكتهما الأمراض وزارتهما الأسقام والأوجاع .
ألن جانبك لهما وارع حقهما .. وقبل رأسهما ، واسكب الدمعة لعل الله يرحمهما .. ويعفو عن تقصيرك في حقهما …
فأخبرني برك ……….. ماذا أنت فاعل .!